-A +A
عبدالله غرمان (جدة) al3mri90@

اختتمت جمعية «إبصار» الخيرية أمس فعاليات برنامجها لتأهيل موظفي شركة الربيع السعودية المحدودة للأغذية من المعاقين بصرياً، ضمن مراحل التأهيل التي تهدف إلى تمكين ذوي الإعاقة البصرية من العمل الوظيفي، وتأهيلهم لاكتساب المهارات الإدارية التي تمكنهم القيام بالعديد من المهام الوظيفية التي تلائم احتياج فروع الشركة في المناطق الوسطى والغربية والشمالية والشرقية، كمأموري السنترال وموظفي الاستقبال والتدريب والعمل الإداري والتنسيق الوظيفي والإعلام والعلاقات العامة والتسويق ومندوبي التسويق والمبيعات.

أوضح ذلك أمين عام الجمعية محمد سامي ساعاتي، مؤكداً أهمية حاجة الموظفين والموظفات من ذوي الإعاقة البصرية إلى التعرف على كيفية التعامل الأمثل مع بيئة العمل، من خلال لقاءات تأهيلية تعتمد على أساليب التعامل المهني داخل بيئة العمل وصولا للجودة المنشودة. ورفع نسبة نجاحهم وإستقرارهم في أعمالهم من خلال توسيع دائرة علاقاتهم مع البيئة الوظيفية، وتحقيق أهدافهم الحياتية، وهو ما تعمل عليه رؤية ورسالة الجمعية ضمن أحد أهدافها لدعم تأهيل أبناء الوطن من ذوي الإعاقة البصرية.

وشهدت فعاليات البرنامج العديد من المحاضرات المتخصصة وورش العمل خلال ثلاثة أيام، حيث بدأت بإستعراض نموذج رحلة كفاح الدكتور عبدالعزيز رأفت الوزنة الأستاذ المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز وتحديه للإعاقة البصرية، مقدماً كذلك محاضرة حول العوامل المؤدية للسعادة، كما تعرفوا على طريقة تدريس اللغة الإنجليزية للطلاب المعاقين بصرياً بالسنة التحضيرية الجامعية، من خلال عرض شيّق قدمه الكفيف محمد الوزنة المحاضر في قسم اللغات الأوروبية بجامعة الملك عبدالعزيز، فيما قدمت مدربة برايل الكفيفة مرام العقيل والمختصة في فن خدمة العملاء ورشة عمل تعرف خلالها الموظفون، أن هذه الخدمة فن يأتي في مقدمة أنشطة الاتصال الإنساني بين قطاعات الأعمال للمحافظة على عملائها. عقب ذلك تلقى الموظفين تدريباً في مقدمة تقنية المعلومات، وأثر شبكات التواصل الاجتماعي في اعتماد الكفيف على نفسه وعلاقته بمحيطه والرفع من مستوى ثقافته وإطلاعه من خلال محاضرة قدمها المهندس جهاد النجار المتخصص في الحاسب الآلي.

وقد حرصت الجمعية على إكساب الموظفين الثقة بالنفس، وكسر عامل الخوف، وتحمل المسئولية حيث نفذت برنامجاً ترفيهياً وتعليمياً في مربط خبرات فارس للفروسية، ‫وخضع الضيوف لتجربة رياضة الفروسية وركوب الخيل والتي تعد من التجارب المفيدة لذوي الاحتياجات الخاصة عموماً. هذا وقد اختتمت فعاليات البرنامج من خلال ورشة عمل حول «التطوير الذاتي»، قدمها الدكتور أحمد العرفج والذي أكد فيها أن سلوك الموظف المعاق بصرياً نابع من قراراته التي تستوحي قيمتها من إحساسه بمسؤوليته، وأهدافه القائمة على القرار الجاد، وعدم اليأس من محاولة التغيير.

وفي سياق البرنامج، أكد عز الدين قطب مدير التطوير التنظيمي للموارد البشرية في شركة الربيع بأن الشركة تواصل ضمن واجبها الوطني ومسؤولياتها الاجتماعية، استحداث وظائف للأشخاص ذوي الإعاقة، ومنها الوظائف الملائمة لذوي الإعاقة البصرية من الجنسين، منوهاً بدور جمعية إبصار الخيرية حيال تأهيل الموظفين المعاقين بصرياً، من حيث استثمار مهاراتهم واستخدام المعينات البصرية اللازمة بمهارة وكفاءة، نحو تحقيق التفاعل والاندماج مع بيئة العمل بصورة إيجابية وفعالة، وتمكينهم من الاعتماد الذاتي في إدارة شئون حياتهم وفق خطة عمل تأهيلية تمكنهم من القيام بمهامهم حسب الوصف الوظيفي.